فقد قال الإمام محمد رشيد رضا:(كان -رحمه الله تعالى- يقرأ الدروس العربية والشرعية للطلبة والعامة، ويخطب في المسجد خطبة الجمعة، ويصنف الرسائل والأسفار الممتعة، ويصحح ما يرى نشره نافعا من كتب المتقدمين ويشرح المختصر، ويختصر المطول منها، ويسعى في طبعها ونشرها، ويبث روح الاستقلال والاستدلال في ذلك كله، مع الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، فكم سعى فيه، وكاد له، أولئك المعممون الجامدون، فأنجاه الله منهم.
وإن أكبر الكبائر التي يتهمون بها كل من يدعو مثله إلى العلم والعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي محاولة هدم الدين، بفتح باب الاجتهاد والاستدلال، وما يستلزمه ذلك بزعمهم من تحقير الأئمة ومن اتبعهم من علماء الأمة.
كان له -رحمه الله تعالى- دروع سابغات من أخلاقه وسيرته، تقيه بغي أعداء العلم والإصلاح من حساده، إذ كان نزيه اللسان بعيدا عن المراء والجدل، متجنبا للازدراء بغيره، أو مدح نفسه. . . إلى ما كان عليه من العبادة والعفة والاستقامة (١).
ويقدم لنا العلامة محمد كرد علي صورة أخرى للعصر الذي عاش فيه القاسمي وما لاقى من صعوبات، وما واجه من معوقين، حتى تمكن بفضل الله من نشر الدعوة السلفية فيقول: لقد أصبحت العلوم رسمية، والمدارس