صورية، والأوقاف المحبوسة على الشيوخ مأكولة مهضومة. . . ولكن إرادة المولى سبحانه قضت بأن لا تحرم هذه الأمة من أعلام يصدعون بالحق، فيجددون لها أمر دينها، ويستطيبون الأذى في إنارة العقول والرجوع بالشرع إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح.
من هؤلاء المجددين نابغة دمشق، فقيدنا - جمال الدين القاسمي - الذي يعرفه قراء هذه المجلة مما نشر في سنيها الماضية من آثار علمه وآدابه ولم يعمه عن الاشتغال ما لقيه من تثبيط المثبطين في أول أمره أو تنقيص الحاسدين في أواسط عمره ممن لا يخلو منهم مصر ولا عصر).
لقد عمل القاسمي على إعادة المسلمين إلى النهج الصحيح، فاتهموه بأنه صاحب مذهب جديد، فمرة قالوا عن مذهبه:(المذهب الجمالي)، ومرة أخرى قالوا:(المذهب الوهابي)، فيرد القاسمي عليهم بقوله:(١).
زعم الناس بأن ... مذهبي يدعى الجمالي
مذهبي ما في كتا ... بـ الله ربي المتعالي
ثم ما صح من الـ ... أخبار لا قيل وقال
أقتفي الحق ولا أر ... ضى بآراء الرجال
وأرى التقليد جهلا ... وعمى في كل حال
وهكذا يمضي القاسمي في دعوته هذه إلى نهاية حياته، وقد تحقق له