للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعض ما أراد، بل يقول الإستانبولي: (إن السلفية اليوم في بلاد " الشام مدينة للقاسمي -إلى حد ما- الذي أحيا بذرتها، بعد ما كادت تموت بعد ابن تيمية وابن القيم) (١).

ولقد خلف القاسمي تلامذة نهضوا بدعوته، وساروا في طريقه منهم: الشيخ محمد جميل الشطي مفتي المذهب الحنبلي بالشام -رحمه الله- الذي رثاه بقصيدة منها:

مهلا عداة المصلحين عدمتكم ... إني لكم والله غير مسالم

ها نحن بالمرصاد أنصار الهدى ... ندعو إلى الجولان كل مزاحم

إن كان مات القاسمي فإنكم ... سترون منا كل يوم قاسي

نحمي طريقته ونرعى عهده ... في الحق لا نخشى ملامة لائم

وهذا أحد الدارسين على القاسمي وهو الشيخ بهجة البيطار يقول: (إننا جاوزنا عمر شيخنا بعشرات السنين، ولم نعمل ربع عمله. . .)

وقد رثاه حين وفاته بقصيدة قال فيها:

ألا في سبيل الله ما نال شيخنا ... بدعوته وانتابه من متاعب

وأعجب من كل العجيب خصومه ... أفاعيلهم تقضي بكل العجائب

يسبون من للدين قد جاء ناصرا ... ويرمونه حمقا بكل المثالب

سندفع عن أستاذنا طعن طاعن ... وندرأ عن أستاذنا إفك كاتب

هذه أمثلة يسيرة لمواقف بعض تلامذته تشير إلى المدرسة التي أسسها


(١) جمال الدين القاسمي للإستانبولي، ص٤٤.