للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤمنة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (١).

ثم تأتي مرتبة التعليم والدعوة، بحسب القدرة العلمية، وذلك بتعليم الناس أمور دينهم، وتوجيههم إلى ما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم؛ لأن العلماء هم ورثة الأنبياء، فالأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذه بحقه، وحق العلم تبليغه وتعريف الناس به، وقد أمر كل فرد في البيئة الإسلامية بالسؤال عما ينقصه في الأمور الدينية، فقال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (٢).

المثال الثاني: يقول سبحانه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (٣) {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (٤) {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} (٥).

فهذا الآيات الكريمات، يستفاد منها أن بني إسرائيل، قد استحق منهم اللعن - وهو الطرد من رحمة الله - الذين كفروا بعصيانهم، واعتدائهم على حرمات الله؛ مما أمات عندهم الإحساس بما يجب عليهم عمله، فأضاعوه، وأغضبوا الله بذلك العمل، فطمس الله على قلوبهم، فكانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، وكانوا يتولون الذين كفروا ويحبونهم من دون الله، وكانت وجوههم لا تتمعر غضبا لله سبحانه وتعالى.

قال ابن كثير في تفسيره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما وقعت بنوا


(١) سورة التحريم الآية ٦
(٢) سورة النحل الآية ٤٣
(٣) سورة المائدة الآية ٧٨
(٤) سورة المائدة الآية ٧٩
(٥) سورة المائدة الآية ٨٠