في أعماق أكثرهم أدنى استعداد لأن يبحث ذات يوم في مسألة من أبسط المسائل العلمية، أو يتطلع للوقوف على خفايا توجه أو ظاهرة، أو يطمح إلى سبر أغوار كتاب. بل لو طلبت إليه أن يكتب لك مقالا صغيرا، أو رسالة موجزة، لتعثر به القلم في كل سطر مرات ومرات.
هذا ناهيك عن أن يكون لديه أبسط اطلاع على أساسيات دينه، وأقل معرفة بحقيقة وجوده وغاية مآله، بما يدفعه إلى أن يكون صاحب موقف أو رسالة، في هذه الحياة.
فأين نتائج هذه المفاهيم المغلوطة، والاعتبارات المنكوسة، من نتاج غرس محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، ذلك الرسول النبي الأمي، الذي ربى - وفي بضع وعشرين سنة فقط - جيلا قرآنيا ربانيا فريدا من نوعه على مدار تاريخ البشرية جيلا أميا، إلا أنه الجيل الذي وسع العالم علما ومعرفة وتربية، كما وسعه خلقا وأدبا وسلوكا.
إننا من غير شك مع الدعوة الملحة إلى (إشاعة تعلم الكتابة) على أوسع نطاق، وبكل سبيل، وذلك باعتبارها مدرجا من مدارج العلم، وضرورة دعوية، وحاجة بشرية ضاغطة، وخاصة في هذا العصر، حيث اتسعت مجالات المعرفة، وتكاثرت فروعها، وتشعبت دقائقها، ودقت رموزها.
والإسلام شجع على (تعلم الكتابة)، وعمل على نشرها، وهيأ لذلك السبل، ويسر الأسباب، وأوجد الحوافز، وألهب العزائم والهمم، ما في ذلك ريب، ولا يختلف حوله اثنان.
ولكن الذي نريده، أن نجعل الوصول إلى حقيقة العلم ولب