للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للمرة الثانية، ثم يقرر الله أننا سنتبر أي ندمر، ونهلك علو اليهود المادي والمعنوي. ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن فلسطين لم تعرف العمارات ذات الطوابق التي تزيد عن أربعة أو خمسة طوابق إلا في ظل اغتصاب اليهود لها، ولذلك فإن هذه العمارات الشاهقة التي يقيمونها على الأرض المباركة سيلحقها التدمير والخراب، ثم تمضي الآيات فتحذر اليهود من محاولة العودة للفساد والتعالي فيقول الله لهم: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} (١)، وتأتينا البشرى من الله بعد أن يفهمنا ربنا أن القرآن يهدي إلى الطريق السوي والحياة الصحيحة تأتينا البشرى بالنصر فيقول: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (٢)، وفي آخر السورة سورة الإسراء آية أخرى تتعلق بهذا الأمر، وهي قوله تعالى في آخر السورة: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} (٣)، ولفيفا جماعات ملتفة وفي بقية الآية إنذار لليهود وبشرى لنا، فيقول الله: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (٤)، بشرى لنا وإنذار لهم، فإذا ربطنا هذه الآيات وتفسيرها بالحديث الذي يدلنا على صدق النبوة ومعجزة الرسول صلى الله عليه وسلم حين أخبرنا عن قتال اليهود فيما رواه الشيخان البخاري ومسلم، وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود (٥)».

* * *


(١) سورة الإسراء الآية ٨
(٢) سورة الإسراء الآية ٩
(٣) سورة الإسراء الآية ١٠٤
(٤) سورة الإسراء الآية ١٠٥
(٥) صحيح البخاري الجهاد والسير (٢٩٢٦)، صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة (٢٩٢٢)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤١٧).