للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكريمة التي تتمثل في الاعتقاد الصحيح وفي التمسك بالدين فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (١).

وجعل طاعة الرسول طاعة لله تعالى، وعلامة على محبته: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (٢).

كما جعل مخالفة النبي - صلى الله عليه وسلم - سببا للفتنة تصيب الإنسان، أو سببا لعذاب أليم: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٣).

ويؤيد هذا أن رجلا قال لمالك بن أنس - رحمه الله -: من أين أحرم؟ قال: من حيث أحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأعاد عليه مرارا قال: فإن زدت على ذلك؟ قال: فلا تفعل، فإني أخاف عليك الفتنة! قال: وما في هذه من الفتنة، إنما هي أميال أزيدها؟ قال: فإن الله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٤) قال: وأي فتنة في هذا؟ قال مالك: وأي فتنة أعظم من أن ترى أن اختيارك لنفسك خير من اختيار الله ورسوله؟ (٥).


(١) سورة الأنفال الآية ٢٤
(٢) سورة آل عمران الآية ٣١
(٣) سورة النور الآية ٦٣
(٤) سورة النور الآية ٦٣
(٥) انظر: الباعث على إنكار البدع والحوادث، لابن أبي شامة ص (٢١، ٢٢)، الإبانة لابن بطة: ١/ ٢٦١.