تغليب الملذات، والإقبال على الشهوات، والولع بالدنيا، مع قلة القائم على حدود الله والناصر لدين الله.
ولم يقف الأمر عند حد نجد، فهكذا كان الأمر في الحرمين الشريفين. وفي اليمن اشتهر في ذلك الشرك، وبناء القباب على القبور، ودعاء الأولياء، والاستغاثة بهم، وفي اليمن من ذلك الشيء الكثير، وفي بلدان نجد من ذلك ما لا يحصى، كما بين قبر وما بين غار، وبين شجرة وبين مجذوب، ومجنون يدعى من دون الله، ويستغاث به مع الله، وكذلك مما عرف في نجد واشتهر دعاء الجن والاستغاثة بهم، وذبح الذبائح لهم، وجعلها في الزوايا من البيوت رجاء نجدتهم، وخوف شرهم (١).
النقل والعقل إذا يقضيان بأن المؤمن الصادق لا يمكن أن يقبل ذلك، ولكن المؤمنين الصادقين قلة، ولا أحد يريد أن يزج بنفسه في معمعة المشكلات، فالناس تعبد الضلال وتأبى العودة إلى ذي الكمال والجلال، ولكن الشيخ الإمام لم يكن مجرد مؤمن صادق، بل كان داعية غيورا، حز به ما آلت إليه عقيدة التوحيد، فالشرك في الناس عم، والمنكر شاع، لذا قام بالدعوة إلى الله، وكانت عدته الصبر، وسلاحه الجهاد، وقوته تحمل الأذى، فجاهد ودعا، ووجه وأرشد في العيينة، ثم كاتب العلماء، وتذاكر الوضع معهم، عسى. الله أن يوفقهم لمد يد العون له، والاشتراك معه في أمر نصر دين الله، ومجابهة الشرك، ووأد الخرافات، ولقد أجاب