للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجتمع المسلم ويقلل من شأنهم، وينبه المؤمنين إلى مزالق النفاق، ويحذرهم مصيره، ويفتح باب التوبة للمنافقين، ليحاول من فيه منهم خير أن يخلص نفسه، وينضم إلى الصف المسلم في صدق وحرارة وفي إخلاص " (١).

وفي هذه الآية تتجلى شفافية صاحب الظلال، فنراه يبرز نقاطا جديدة في تفسير الآية، تستروحها نفوس القابضين على دينهم في القرن العشرين، فتأخذ بمجامع قلوبهم وتزيدهم قوة إيمان وتسلحهم بأسلحة واقية ضد طغيان المادية، وضلالات أصحابها، ومن هذه النقاط:

أ- أنه أبرز الجديد الذي تتفرد به هذه الآية عن نظيراتها من الآيات الأخرى، وهو الاعتصام بالله، واللجوء إلى حماه، حتى تستقر نفوسهم، وتطمئن قلوبهم، ويهجرون النفاق والمنافقين إلى غير رجعة.

ب- أن الله تعالى هو مقلب قلوب العباد وأمرهم بيده، فلا غضاضة ولا مشاحة في نقل هؤلاء الذين توعدهم بأنهم في الدرك الأسفل من النار إلى مصاف المؤمنين الآيبين العائدين إلى ربهم: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (٢).

ج- التهوين من شأن المنافقين المصرين على نفاقهم في


(١) في ظلال القرآن، سيد قطب، ٢/ ٥٦٥.
(٢) سورة يس الآية ٨٢