والشيخ محمد بن عثمان القاضي، قد أجمل في كتابه: روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين في ترجمته للشيخ محمد - الحديث، فقال عن شيوخه: بعد أن حفظ القرآن الكريم شيئا فشيئا حتى أكمله، صار والده يدارسه القرآن، ويحفظ المتون العلمية من فقه وفرائض، وحديث وتوحيد، على أبيه وعمه، وكان أبوه قاضيا لمدينة الرياض، ولازم علماء الرياض ليله ونهاره، ومن أبرز من لازمه الفقيه المحدث، الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، والشيخ عبد الله بن راشد بن جلعود، والشيخ حمد بن فارس؛ لازم سعدا في الفقه وأصوله، والحديث ومصطلحه، والفرائض. . ولازم حمدا في علوم العربية كلها، وابن جلعود في الفقه والفرائض وحسابها، ولازم أباه وعمه عبد الله بن عبد اللطيف بأصول الدين وفروعه، وبالحديث والتفسير، وأقبل على العلم إقبالا منقطع النظير حتى نبغ في فنون عديدة، وكان لا يحس بالملل في المطالعة والقراءة، ولا يسأم. وكان مفرط الذكاء، قوي الحفظ، سريع الفهم، وكان المشايخ معجبين بفرط ذكائه ونبله، ويقولون: سيكون لهذا الفتى شأن.
ولما توفي أبوه عام ١٣٢٩ هـ، وصى به عمه عبد الله، وكان يحثه على المثابرة في طلب العلم (١).
والشيخ عبد الله بن منيع في ترجمته لحياة الشيخ محمد، التي استقى أغلبها من سماحته مشافهة، يقول: هو من أكابر