يقرب المعاني الفقهية إلى أذهان الطلبة، ويقرر قواعدها في نفوسهم؛ لأنه - رحمه الله - آخذ بناصية علم الفقه، ومتبحر فيه تبحرا عظيما، فإذا انتهى من تقريره على الفقه شرعوا في القراءة عليه في بلوغ المرام، فإذا أشارت الساعة إلى الواحدة نهارا، انصرف إلى داره، وجلس فيها، فإذا حانت الساعة الثالثة جاءه كبار الطلبة وخواصهم، وقرءوا عليه إلى الساعة الخامسة نهارا، ثم انصرفوا، فإذا أدن الظهر، خرج وصلى بالناس في المسجد، وجاءه أهل المطولات وقرءوا عليه في مختلف الكتب، كجامع الترمذي، وصحيح البخاري، وزاد المعاد في هدي خير العباد، فإذا انتهوا قرأ عليه بعض الطلبة في بعض المتون العلمية غيبا، مثل: كتاب التوحيد، والعقيدة الواسطية، فإذا أذن العصر خرج إلى داره، وجدد وضوءه، ثم رجع وصلى بالناس العصر، وجلس في المسجد يقرأ عليه أحد الأعيان من الطلبة، في بعض الردود، فإذا انتهى قرأ عليه جملة من الطلبة في مصطلح الحديث، فإذا انتهوا قرءوا عليه في العقيدة الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، فإذا بقي على أذان المغرب مقدار نصف ساعة، خرج إلى داره، فإذا أذن المغرب جاء وصلى بالناس، ثم جلس في المسجد للطلبة، يقرءون عليه علم الفرائض، والمواريث، فإذا ختم وأذن للعشاء قام من حلقة درس الفرائض إلى الصف الأولى وتنفل، ثم أمر القارئ، فشرع يقرأ عليه في تفسير ابن كثير إلى الساعة الثانية والنصف - بالتوقيت الغروبي، فيأمر بإقامة الصلاة للعشاء، فإذا