أقيمت وصلى بالناس تنفل وأوتر وخرج إلى داره، وهي قريبة من مسجده، واستمر على هذا الترتيب في الدروس بهذه الصفة، من عام ١٣٣٩ هـ إلى عام ١٣٨٠ هـ، حيث ترك جميع الدروس، ما عدا درس الفقه، وبلوغ المرام، فإنه لم يترك الجلوس لهما، بعد صلاة الفجر إلى أن حبسه المرض (١).
والشيخ عبد الله بن منيع في حديثه عن الشيخ محمد - رحمه الله - ذكر توزيع سماحته وقته في التدريس بين طلابه حسب مستوياتهم، حيث يبدأ وقته اليومي، من صلاة الفجر حتى الساعة الثانية والنصف ليلا بالتوقيت الغروبي، حيثما يخلد للراحة، قال: وكل ما تقدم من دروس النحو، ودروس الفقه، ودروس الحديث في جلسة واحدة من جلساته، والتلاميذ على حلقته الكبيرة، ما بين وارد وصادر، وهو في مجلسه كالنبع الصافي، والمورد العذب، الذي لا ينضب على كثرة الواردين، وازدحام الناهلين، ثم يذهب إلى بيته، فيلبث فيه بقدر ما يفرغ من حاجاته الضرورية، ثم يعود إلى مجلسه في المسجد، فيأتيه الطلاب، ويشرعون بالقراءة عليه بالكتب الكبار، والمراجع الضخام.
إلى أن قال: وهكذا فقد فرغ كل أوقاته، وصرف جميع حالاته، في خدمة العلم وتحصيله، ونشره.
ومن هذا الإقبال العظيم على العلم، والانصراف إلى مراجعته، وتدريس وسماع هذه الكتب النافعة والأسفار المفيدة،