للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويصدقون بكل ما أخبر الله به ورسوله عما كان وعما سيكون، ويؤمنون بأنه سوف يعيدنا يوم القيامة، وسوف يبعثنا، وسوف يجازينا بأعمالنا إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، قال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} (١)، وقال سبحانه: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} (٢) يعني: يوم القيامة، فإنهم مجموعون ليوم القيامة ومجزيون بأعمالهم، فعلى العبد أن يؤمن بذلك، وأن يصدق بكل ذلك، وأن يعد العدة لذلك اليوم، وهو يوم القيامة، بتوحيد الله وطاعته وترك معصيته والقيام بحقه؛ فلهذا قال سبحانه وتعالى: إلا الذين آمنوا يعني: الذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا الله ورسوله ثم عملوا الصالحات، أي: أدوا الصلوات الخمس وحافظوا عليها كما أمر الله وأدوها بالطمأنينة والخشوع، وأدوا الزكاة، وصاموا رمضان، وحجوا البيت، وبروا الوالدين، ووصلوا الأرحام، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وجاهدوا في سبيل الله، إلى غير ذلك مما أوجب الله ورسوله، وتركوا الإشراك بالله، وخصوه سبحانه وحده بالعبادة لا يشركون به شيئا، ولا يأتون شيئا مما نهاهم عنه، من جميع المعاصي التي نهاهم عنها، ويجب على المؤمن أن يحذر مما حرم الله عليه، وهكذا المؤمنة تحذر من سائر المعاصي، فعبادة الله والإيمان بالله معناه: الإخلاص لله في العمل وطاعة الأوامر، وترك النواهي على المنهج الذي جاء به


(١) سورة المجادلة الآية ٦
(٢) سورة التغابن الآية ٩