النبي صلى الله عليه وسلم، فالمؤمن يصلي كما أمر الله، ويصوم كما أمر الله، ويزكي كما أمر الله، ويحج كما أمر الله، ويجاهد كما أمر الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله، وينصح ويوصي إخوانه بالخير، هكذا بالله وباليوم الآخر، ثم قال بعدها:{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}(١) يعني: مع العمل تواصوا فيما بينهم أن يعملوا ويؤدوا فرائض الله، وينتهوا عن محارم الله، ويرجوا ثوابه، ويخافوا عقابه عن صدق وعن إخلاص، ثم يتواصوا بالصبر، فكل واحد ينصح أخاه إذا رأى منه تقصيرا، ينصحه يوضح له الخير ويدعوه إلى الله، ويقول: يا أخي اتق الله، يا أخي فعلت كذا، يا أخي تركت كذا، يوصيه بالخير، إذا رآه يتكاسل عن الصلاة نصحه، قال له: يا أخي اتق الله، الصلاة عمود الإسلام، الواجب عليك المحافظة عليها في الفجر وفي الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وفي جميع الأوقات يجب أن تنهض إليها، إذا أذن المؤذن بادر إليها في جميع الأوقات، الرجل يؤديها في الجماعة، والمرأة تؤديها في البيت بإخلاص وصدق وخشوع وطمأنينة وإحضار قلب، وهكذا يزكي كما أمر الله، ويصوم كما أمر الله، ويحج كما أمر الله، ويبيع كما أمر الله، ويشتري كما أمر الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، إلى غير ذلك، وفي جميع أحواله يراقب الله: في المزرعة، وفي العمل، وفي صلاته، وفي صومه، وفي أهله، وفي كل مكان