للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لإخوانه، ويوصيهم بطاعة الله، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر ولا يفعله، قال تعالى: {وَالْعَصْرِ} (١) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (٢) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٣) وهذه الصفات الأربع، هي صفات الرابحين الناجين السعداء: الإيمان الصادق بالله ورسوله وبما أخبر الله به ورسوله عما كان وعما سيكون، ثم العمل بأداء فرائض الله وترك محارم الله، ولا يكفي القول فقط فلا بد من عمل القلب والجوارح، فالقلب يعمل ويخاف الله ويرجوه ويحبه ويخشاه سبحانه وتعالى، ومع ذلك يعمل بالجوارح فيؤدي فرائض الله، وينتهي عن محارم الله، ويقف عند حدود الله، ويتناصح مع إخوانه، يوصي إخوانه وينصح لهم أينما كان، في أي مكان، في البحر، في البر، في السيارة، في الباخرة، في مجلس خاص، في مجلس عام، إذا رأى المنكر أنكره، وإذا رأى تقصيرا وعظ وذكر، ويوصي بالخير وينصح بالخير، ويحذر من الشر، هكذا المؤمن مع إخوانه، وهكذا المؤمنة مع أخواتها في الله، ومع زوجها، ومع أولادها، ومع قراباتها، ومع جيرانها تنصح لهم، فالرجل ينصح، والمرأة تنصح، يقول الله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (٤)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة " قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (٥)»، ويقول جرير بن عبد الله البجلي


(١) سورة العصر الآية ١
(٢) سورة العصر الآية ٢
(٣) سورة العصر الآية ٣
(٤) سورة التغابن الآية ١٦
(٥) رواه أحمد في (مسند الشاميين) برقم (١٦٤٩٩)، والترمذي في (البر والصلة) برقم (١٩٢٦).