للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطلب والحرص على التطبيق منهم للصلاة التي هي عماد الدين، والتي ذكر أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة وهي حق المال.

وقال الله تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ} (١) إلى قوله: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي} (٢). فهذا كله من تمام الحرص والشفقة على القريب الأدنى قبل البعيد من أنبياء الله تعالى ورسله، وهم القدوة والأسوة لمن بعدهم، فالأمر لهم يعم كل من دان بدينهم من أتباعهم. وقد ذكر ابن كثير -رحمه الله تعالى- عند تفسير قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} (٣). عن ابن أبي حاتم بسنده عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يوقظ أهله لصلاة التهجد بالليل، ويتلو هذه الآية الكريمة. فإن ظاهرها يعم صلاة الفرض والنفل.

ويدخل في الأهل: الأولاد والخدم والزوجات ومن تحت كفالة الإنسان، كما ذكروا ذلك في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (٤). يعني: أنقذوهم وخلصوهم من الكفر والبدع وكبائر الذنوب وصغائرها، مما يسبب العقوبة الأخروية بدخول النار التي وقودها الناس والحجارة. فوقايتهم تستدعي الحرص على تربيتهم، وتهذيب أخلاقهم، وتلقينهم في الصغر ما يعرفون به ربهم ودينهم ونبيهم وما يلزمهم أن يدينوا به في هذه الحياة، وبيان الحسنة


(١) سورة البقرة الآية ١٣٢
(٢) سورة البقرة الآية ١٣٣
(٣) سورة طه الآية ١٣٢
(٤) سورة التحريم الآية ٦