للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في جلب ما يرفهون به عن أنفسهم بزعمهم، ويجلب لهم الفرح والانبساط، ويضربون له الأمثال بفلان وآل فلان، فينخدع بتعليلاتهم، ويحزنه بكاؤهم وشكاياتهم، فيلبي طلباتهم، ويبذل لهم ماله رخيصا، فيجلب لهم ما يفسد أخلاقهم، وما يصدهم به عن سواء السبيل، من آلات اللهو واللعب وأجهزة الأغاني وأشرطة الفيديو والكاسيت، ومن الصحف والمجلات الفاسدة.

ولا تسأل عما في طياتها من خلاعة ومجون ودعارة وفساد، وما تزرعه في نفوس الأولاد والأهل ذكورا وإناثا من ميل إلى الدعة والخمول، والانقطاع عن الأعمال، ومن اندفاع إلى اقتراف الفواحش، وارتكاب المحرمات التي تمثلها لهم تلك الأفلام والأشرطة والصور الفاتنة، حيثما يشاهدون فيها الصورة الفاتنة، والمرأة المتبرجة شبه العارية، وصور الشباب أمام النساء، وما بها من حلق اللحى، وشرب الدخان.

ولا تسأل عن تأثير هذه المرئيات والمسموعات في قلوب الشباب، على غفلة من الأب أو الولي، زاعما أن هذا من باب التسلية والترفيه، وتنشيط النفوس، وإزالة السآمة والملل، ونحو ذلك من الأعذار الباردة، ولم يشعر أن الذين نشروا هذه الملاهي، وصوروا هذه الأفلام في هذه الآلات والأجهزة، لهم أهداف سيئة زائدة على هدف الاستغلال، واكتساح الأموال، فإنهم قد عرفوا أن المسلمين من العرب وغيرهم ذكورا وإناثا عندهم من الفهم والإدراك، وقوة الذاكرة ما يمكنهم من معرفة الصناعات، والقدرة على الاختراع، والإنتاج الفكري والعملي، بحيث يستغني المسلمون عما يستوردونه من إنتاج أولئك الكفرة من الصناعات والأجهزة