والأدوات. . . إلخ، فتكسد سلعهم، أو يقل من يحتاج إليها، مما يضعف اقتصادهم، ويقلل من الاحتياج إلى إنتاجهم، فلعل هذا من أشهر مقاصدهم، فانشغل به شباب المسلمين والعرب، وصيروه شغلهم الشاغل، فضاعت أعمارهم فيما لا أهمية له، أو فيما فيه هلاكهم المعنوي وهم لا يشعرون.
كما أن من أسباب الانحراف كثرة المفسدين ودعاة الضلال الذين وقعوا في شباك الردى، وتمكن منهم الفساد، فأحبوا أن يغروا جلساءهم وزملاءهم، ويوقعوهم فيما وقعوا فيه ولم يستطيعوا التخلص منه، وهدفهم أن يكثر أشباههم، ويتمكنوا من الظهور، ويقل الإنكار عليهم، ويحتجوا على من أنكر عليهم بفعل الآخرين، فكثيرا ما ننصح بعض الشباب عن شرب الدخان، وحلق اللحية، وسماع الغناء، فيقول: الناس مثلي كثير؛ أما رأيت غيري، هذا شيء موجود في العالم، ألا ينكره غيرك؟! ونحو ذلك.
مع أنهم عند التحقيق يعرفون خطأهم، وفساد ما اقترفوه، ولكن لما تمكن ذلك منهم، وسيطرت تلك العادات عليهم، واستولى عليهم خلطاؤهم وزملاؤهم، وتحكمت فيهم تلك الأفعال السيئة، لم يجدوا بدا من أن يبرروا موقفهم بأن لهم قدوة، وأن الناس سواهم كثير.
ونحن ننصح أولياء الأمور عن الإهمال والإضاعة لأولادهم وفلذات أكبادهم، ونقول: إن الواجب على الأب وولي الأمر أن يتفقد جلساء ولده، ويتحقق من صلاحهم واستقامتهم، ومتى كانوا أفاضل وعبادا أتقياء، من خيرة الشباب وأهل الالتزام والعمل الصالح، أوصاه بملازمتهم، وحضه على مجالستهم، وعلى الاقتداء