للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال النووي: " هكذا هو في أصول صحيح مسلم: (يخرج من أصلها) والمراد: من أصل سدرة المنتهى، كما جاء مبينا في صحيح البخاري وغيره. قال مقاتل: الباطنان هما السلسبيل والكوثر. قال القاضي رحمه الله: هذا الحديث يدل على أن أصل سدرة المنتهى في الأرض لخروج النيل والفرات من أصلها. قلت: هذا الذي قاله ليس بلازم، بل معناه أن الأنهار تخرج من أصلها، ثم تسير حيث أراد الله تعالى، حتى تخرج من الأرض وتسير فيها، وهذا لا يمنعه عقل ولا شرع، وهو ظاهر الحديث، فوجب المصير إليه. والله أعلم " (١).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة (٢)».

قال النووي: " اعلم أن سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون. فأما سيحان وجيحان المذكوران في هذا الحديث اللذان هما من أنهار الجنة في بلاد الأرمن، فجيحان نهر المصيصة، وسيحان نهر إذنة، وهما نهران عظيمان جدا أكبرهما جيحان. فهذا هو الصواب في موضعهما " (٣).

وقد تعقب بعض الأقوال القائلة بغير هذا، (٤) وقال:


(١) شرح النووي على مسلم ٢/ ٢٢٤.
(٢) رواه مسلم (كتاب صفة الجنة) حديث ٢٨٣٩.
(٣) شرح النووي على مسلم ١٧/ ١٧٦.
(٤) انظر نفس المرجع السابق تجد كلامه رحمه الله تعالى.