للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج (١)».

وعن عطاء بن السائب قال: قال لي محارب بن دثار: ما سمعت سعيد بن جبير يذكر عن ابن عباس في الكوثر؟ فقلت سمعته يقول: قال ابن عباس: هذا الخير الكثير، فقال محارب: سبحان الله ما أقل ما يسقط لابن عباس قول. سمعت ابن عمر يقوله: «لما أنزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، يجري على جنادل الدر والياقوت، وشرابه أحلى من العسل، وأشد بياضا من اللبن، وأبرد من الثلج، وأطيب من ريح المسك (٤)» قال: صدق ابن عباس، هذا والله الخير الكثير.

قال أحمد محمد شاكر رحمه الله تعالى: " وتفسير ابن عباس - الموقوف عليه هنا"- الكوثر بأنه الخير الكثير، رواه عنه البخاري من رواية سعيد بن جبير) (٥). ثم قال ابن كثير: وهذا التفسير يعم النهر وغيره؛ لأن الكوثر من الكثرة، وهو الخير الكثير، ومن ذلك النهر، كما قال ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومحارب بن دثار والحسن بن أبي الحسن البصري،


(١) رواه الترمذي (كتاب التفسير) سورة الكوثر حديث ٣٣٦١، وقال حديث حسن صحيح.
(٢) رواه أحمد في المسند (ترتيب أحمد محمد شاكر) ٨/ ١٥٩ حديث ٥٩١٣، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
(٣) سورة الكوثر الآية ١ (٢) {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
(٤) جنادل: الجندل: الحجارة. انظر لسان العرب مادة (جندل)، ١١/ ١٢٨. (٣)
(٥) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٨٨٩ تحقيق حسين إبراهيم زهران.