للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأسها خير من الدنيا وما فيها (١)». لقد اتصفت الزوجات في الجنة بصفات عجيبة من الحسن والجمال والأدب وحسن المقال، وهذا جزاء من الرب الكريم على ما كان من عباده المتقين من طيب الأعمال. قال تعالى: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} (٢). على ما كان من العطاء الجزيل من المولى عز وجل من النعيم لعباده، كذلك يزوجهم بالحور العين.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " والحور: جمع حوراء، وهي المرأة الشابة الحسناء البيضاء شديدة سواد العين " (٣). وفي معرض تعداد نعم الله تعالى على عباده في الجنة قال تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ} (٤) {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} (٥).

قال صديق حسن خان: " {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} (٦) أو المصون في الصفاء والنقاء، شبهن باللؤلؤ المكنون، وهو الذي لم تمسه الأيدي ولا وقع عليه الغبار، والشمس والهواء، فهو أشد ما يكون صفاء. قال ابن عباس: " المكنون: المخزون الذي في الصدف " (٧). قال تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} (٨). قال


(١) (٣) قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد- يعني سوطه- خير من الدنيا وما فيها. ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحا، ولنصيفها
(٢) سورة الدخان الآية ٥٤
(٣) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح باب ٥٣ ص ١٦٦.
(٤) سورة الواقعة الآية ٢٢
(٥) سورة الواقعة الآية ٢٣
(٦) سورة الواقعة الآية ٢٣
(٧) فتح البيان في مقاصد القرآن ٧/ ٢٥٩.
(٨) سورة الرحمن الآية ٥٨