للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون الصنفان لكل منهم، ويحتمل أن يكون أحد الصنفين لبعض والآخر للبعض الآخر، ويؤيده حديث أبي موسى مرفوعا «جنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما؟ وجنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما (١)». ويؤيد الأول ما أخرجه الطبراني بإسناد قوي عن أنس مرفوعا «إن أدنى أهل الجنة درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم، بيد كل واحد صحفتان، واحدة من ذهب والأخرى من فضة (٢)». . . .

وقال القرطبي: " قد يقال: أي حاجة لهم إلى المشط وهم مرد وشعورهم لا تتسخ؟ وأي حاجة لهم إلى البخور وريحهم أطيب من المسك؟ قال: ويجاب بأن نعيم أهل الجنة من أكل وشرب وكسوة وطيب ليس عن ألم وجوع أو ظمأ أو عري أو نتن، وإنما هي لذات متتالية ونعم متوالية، والحكمة في ذلك أنهم ينعمون بنوع ما كانوا يتنعمون به في الدنيا " (٣).

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون، ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون قالوا: فما بال الطعام؟ قال: " جشاء ورشح كرشح المسك. يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس (٥)».


(١) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٨٧٨)، صحيح مسلم الإيمان (١٨٠).
(٢) فتح الباري ٦/ ٣٢٤.
(٣) نفس المرجع ٦/ ٣٢٤، ٣٢٥.
(٤) رواه مسلم في صحيحه (كتاب صفة الجنة) حديث ٢٨٣٥.
(٥) جشاء: الجشاء هو تنفس المعدة من الامتلاء. صحيح مسلم تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ٤/ ٢١٨١. (٤)