للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨ - عثرات يجب تجنبها

قلنا: إن الإسلام يرحب بهذه اللقاءات ويفتح صدره لها، لأنه لا يخشى منها على كيانه ولا على جماعته، ولكن تجربة المسلمين المريرة في الماضي القريب وفي الحاضر الراهن تجعلنا نفتح أعيننا وأعين الإخوة الذين نتفاهم معهم إلى بعض المزالق التي يجب أن نتجنبها حتى يكون الحوار مثمرا وقائما على المفاتحة والمصارحة، وبعيدا عن جو المجاملة. ومن هذه المزالق التي ننبه عليها: أولا: الدعوات التي تنادي بفصل الدين عن واقع الحياة:

لقد مر العالم الغربي بفترة كان فيها الصراع على أشده بين المؤسسات الدينية المسيحية وغيرها من المؤسسات الأخرى، سياسية كانت أو اجتماعية أو تعليمية. وبدون دخول في الأسباب والبواعث لهذا التطاحن، فإنه قد أدى في النهاية إلى أن يكون الدين ذا دور معين في الحياة، مع استقلال المنظمات الأخرى عن السيطرة المباشرة للتصورات الدينية. وقد قبلت السلطات الدينية المسيحية هذا الوضع، بل رحب به بعض زعمائها باعتباره مزيجا لأعباء ثقيلة كانت الكنيسة ترزح تحتها، وأنها أصبحت حرة لممارسة نشاطها الذي تأهلت له. وقد يتساءل بعض القائمين على النشاط الديني - وهذا التساؤل كثيرا ما نتعرض له في الحوار الذي يجري بيننا وبين الإخوة من رجال