للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عز من قائل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (١)، وقال عز وجل: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (٢)، وقال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (٣).

وأخرج البخاري في صحيحه بسنده من حديث أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم (٤)».

ما سبق من النصوص وغيرها كثير، له دلالة واضحة في أن الله هو الرزاق، ولا رازق غيره في شتى أنواع الرزق، سواء الرزق الظاهر أو الباطن أو ما كان ماديا أو معنويا، وسواء للعقلاء أو لغيرهم.

والأرزاق التي تأتي عن طريق المخلوقين، إنما هم في ذلك أسباب اقتضت حكمة الله أن تكون عن طريقهم، وهي سنة من سنن الله. ومثال ذلك: حصول الولد لا يكون إلا بعد الزواج، وحصول المحصول لا يكون إلا بعد حرث الأرض وتعهدها، وحصول الوظيفة لا يكون إلا بعد التقدم إلى من تكون عنده. . . الخ.


(١) سورة الأنعام الآية ١٥١
(٢) سورة هود الآية ٦
(٣) سورة العنكبوت الآية ٦٠
(٤) انظر فتح الباري ١٣/ ٣٦٠ رقم ٧٣٧٨، وأخرجه مسلم في الصحيح ٤/ ٢١٦٠ رقم ٥٠.