مع الهدى، أكثر مما فعلنا مع الضلال، وأن يكون ذلك لله وحده، لا شريك له، لا لما سواه، لعل الله سبحانه، يمحو عنا سيئات ما مضى، وسيئات ما بقي، ومعلومكم عظم الجهاد في سبيل الله، وما يكفر من الذنوب، وأن الجهاد باليد والقلب واللسان والمال، وتفهمون أجر من هدى الله به رجلا واحدا.
والمطلوب منكم أكثر مما تفعلون الآن، وأن تقوموا لله قيام صدق، وأن تبينوا للناس الحق على وجهه، وأن تصرحوا لهم تصريحا بينا، بما كنتم عليه سابقا، من الغي والضلال.
فيا إخواني الله الله، فالأمر أعظم من ذلك، فلو خرجنا نجأر إلى الله في الفلوات، وعدنا الناس من السفهاء والمجانين في ذلك، لما كان بكثير منا، وأنتم رؤساء الدين والدنيا في مكانكم أعز من الشيوخ، والعوام كلهم تبع لكم، فاحمدوا الله على ذلك، ولا تتعللوا بشيء من الموانع.
إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بد أن يرى ما يكره، ولكن أرشدكم في ذلك إلى الصبر، كما حكى الله تعالى عن العبد الصالح في وصيته لابنه.
فلا أحق من أن تحبوا لله وتبغضوا لله، وتوالوا لله، وتعادوا لله، وترى يعرض للإنسان في هذا أمور شيطانية، وهي أن من الناس من ينتسب لهذا الدين، وربما يلقي الشيطان: أن هذا ما هو صادق وأن له ملحوظا دنيويا، وهذا