بالتأليف، والتأليف لا يتم إلا في نطاق ضيق- لعدم توفر وسائله - فعندما يصلهم كتاب فإنهم يردون عليه فقط بجزئيات قال: وقلنا كما نلمس هذا في رسائل الشيخ، ورسائل من يخالفونه.
والمراسلات تعني رابطة فكرية؛ وصلة علمية، وتناصحا بين المتراسلين.
ولذا كان الشيخ سليمان على صلة ببعض العلماء، كما بان من رسالته هذه مع علماء المجمعة، لتبادل وجهات النظر بالمخالفة، ثم بالموافقة والائتلاف، بعدما فتح الله عليهم.
١٦ - ولو كانت الهوة بعيدة بين الشيخين الأخوين: محمد وسليمان، ومدة الخلاف طويلة؛ لطال معها الأخذ والرد، خاصة مع الأقران غير هؤلاء الثلاثة الذين راسلهم، ولكان للمخالفين - الذين زاد خلافهم خاصة في بدء الدعوة، واستمروا في مناوأة الشيخ ودعوته - ذكر له عندهم، ولربطوا مع الشيخ سليمان تقاربا وتبادل رسائل؛ لأن هذا مما يقوي مراكزهم ويفرحهم بهذا الخلاف الذي دخل طرفه أخو الشيخ محمد صاحب الدعوة، كخصم له، ولنوهوا على رده هذا، أو ردوده في رسائلهم نصرة لمخالفتهم الشيخ؟!
ولما لم نجد قرينة تؤصل هذا الأمر، قوي الترجيح بأن الخلاف مع الشيخ محمد من جانب أخيه سليمان من باب النفرة، وليس جوهريا، مثل ما يحصل عادة من الزعل والنفرة في البيت الواحد لأي سبب.