١٧ - وهذا مما يقوي احتمال أن التوقف مبدئيا، لا يعتبر خلافا - بمفهومه العام - يوجب مثل هذا الرد، والتباعد بين الأخوين في المنهج والعقيدة التي هي محور الأعمال، ولكن ما تم بينهما - ما هي إلا حيرة تدعو لإجالة الفكر، والتبصر، وتتبع الأمور والمشاورة مع الأقران؛ لأن موافقة العالم لا تتم في الغالب، إلا بعد القناعة، وجلاء الأمور، عن كل شيء يثير التساؤلات حيث تتم بعد ذلك القناعة، ومن هنا ندرك أثر المكاتبات بين الشيخ سليمان، وهؤلاء العلماء الثلاثة، الذين وصل إلينا خبرهم، حيث الجميع يبحثون عن الحقيقة، ويتلمسون الصواب، لينحازوا إليه.
وهذا ما يتبادر من سطور رسائلهم المتبادلة. التي هي نموذج يطرح أمام القارئ، ممثلة من جانب الشيخ سليمان بالرسالة السابقة منه إليهم، ومن جانبهم في ردهم عليه، والتي سنوردها فيما بعد، كما ندرك من هاتين الرسالتين، صدق النوايا، وحسن الاستجابة؛ لأن المقصد الوصول للحقيقة، والمرجع في ذلك كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ما درج عليه سلف الأمة؛ لأن:(ما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن، وما رآه المؤمنون قبيحا فهو قبيح). يقول الشيخ