سليمان في رسالته: وأذكركم ما من الله به علينا وعليكم، من معرفة دينه، ومعرفة ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من عنده، وبصرنا من العمى، وأنقذنا من الضلالة.
ثم يذكرهم بعدما جاءوا إلى الدرعية، لمقابلة الشيخ والعلماء بابتهاجهم وثنائهم على الله تعالى، الذي أنقذهم. . . ثم في دأبهم في سائر مجالسهم في الدرعية، وبعد عودتهم إلى المجمعة، حيث يصل الثناء عليهم. ويقولون هم في ردهم على الشيخ سليمان: فنحمد الله الذي فتح علينا، وهدانا لدينه، وعدلنا عن الشرك والضلال، وأنقذنا من الباطل والبدع المضلة. وبصرنا بالإسلام الصرف، الخالي عن شوائب الشرك، فلقد من الله علينا وعليكم، فله الفضل والمنة، بما نور لنا من اتباع كتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فنسأله أن يتوب علينا وعليكم، ويزيدنا من الإيمان، فلقد خضنا فيما مضى بالعدول عن الحق، ودحضناه جهلا منا وتقليدا لمن قبلنا، فحق علينا أن نقوم مع الحق قيام صدق، أكثر مما قمنا مع الباطل.
١٨ - أن خوض الشيخ سليمان في بداية الأمر، مع من خاض، حول دعوة الشيخ، كان جهلا وتقليدا كغيره، وليس عنادا ومكابرة، ولما تمحص هو ورفاقه الأمور، ودققوا في جوانب ما يدور، وتشاور هو ومن يشاكله مع ذوي العلم، تبين لهم الرشد، وظهرت أمامهم الحقيقة، واستبان لهم الطريق السوي، فحرصوا على السير فيه، والدعوة إليه. وعدم المكابرة والتشدد في المخالفة.