للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حاربنا الله ورسوله، واتبعنا سبل الغي والضلال، ودعونا إلى سبيل الشيطان، وتنكبنا كتاب الله تعالى وراء ظهورنا، جهلا منا وعداوة، وجاهدنا في الصد عن دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واتبعنا كل شيطان، تقليدا وجهلا، فلا حول ولا قوة إلا بالله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (١)، {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (٢).

فالواجب منا، لما رزقنا الله تعالى معرفة الحق: أن نقوم معه أكثر وأكثر من قيامنا مع الباطل، ونصرح بالتبيين للناس، بأنا كنا على باطل فيما فات، ونقوم له مثنى وفرادى، ونتوكل على الله، عسى أن يتوب علينا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، وأن يهدينا سبل السلام، ويجعلنا من الداعين إلى الهدى، لا من الدعاة إلى النار، فنحمد الله الذي لا إله إلا هو حيث من علينا بهذا الشيخ في آخر هذا الزمان، وجعله بإذنه وفضله هاديا للتائه الحيران، نسأل الله العظيم، أن يمتع به المسلمين، ويعيذه من شر كل حاسد وباغ، ويبارك في أيامه وأن يجعل جنة الفردوس مأواه وإيانا، وأن ينفعنا بما بينه.

- فلقد بين دين نبيه صلى الله عليه وسلم، رغم أنف كل جاحد، وصار علما للحق حين طمس، ومصباحا للهدى حيث درست أعلامه ونكس، وأطفأ الله به الشرك بعد ظهوره، حتى عبدت الأوثان صرفا، بلا رمس، ولما


(١) سورة الأعراف الآية ٢٣
(٢) سورة الأنبياء الآية ٨٧