للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الله عليه برضاه، صار ينادي أيها الناس هلموا إلى دين نبيكم الذي بعث به، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ثم لم ينقموا منه وعليه، إلا أنه يقول: أيها الناس اعبدوا ربكم، وأعطوه حقه الذي خلقكم لأجله، وخلق لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه.

إن الله تعالى يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١)، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (٢)، وقال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (٣)، وقال: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} (٤).

وفسر إسلام الوجه بالقصد في العبادة، فإذا دعا غير الله، أو نذر لغير الله، أو استغاث بغير الله، أو توكل على غير الله، أو التجأ إلى غير الله، فهذه عبادة لمن قصد بذلك.

هذا والله الشرك الأكبر، وإنا نشهد بذلك، وقمنا مع أهله ثلاثين سنة، عادينا من أمر بتجريد التوحيد، العداوة البينة، التي ما بعدها عداوة.

فالواجب علينا اليوم: نصر الله ودينه، وكتابه ورسوله، والبراءة من الشرك وأهله، وعداوتهم، وجهادهم، باليد واللسان، لعل الله أن يتوب علينا، ويرحمنا ويستر مخازينا.


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) سورة النحل الآية ٣٦
(٣) سورة الجن الآية ١٨
(٤) سورة آل عمران الآية ٢٠