وأكبر من هذا البدو الذين لا يدينون دين الحق، لا يصفون ولا يزكون ولا يورثون ولا لهم نكاح صحيح، ولا حكم عن الله ورسوله يدينون به صريح، ونقول: هم إخواننا في الإسلام، سبحانك هذا بهتان عظيم، ومكابرة لما جاء به رسول رب العالمين.
فنقول: لا خلاف أن التوحيد، لا بد أن يكون بالقلب، واللسان والعمل، فإن اختل من هذا شيء لم يكن الرجل مسلما.
فإن من عرف التوحيد، ولم يعمل به، فهو كافر معاند، كفرعون وإبليس، وإن عمل بالتوحيد ظاهرا، وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه، فهو منافق، شر من الكافر، أعاذنا الله وإياكم من الخزي يوم تبلى السرائر.
فالواجب علينا، وعلى من نصح نفسه: أن يعمل العمل الذي يحصل به فكاك نفسه، وأن يعبد الله ولا يعبد معه غيره، فالعبادة حق الله على العبيد، ليس لأحد فيها شرك، ولا ملك مقرب ولا نبي مرسل، فضلا عن السفلة والشياطين.
وحق الله علينا، أن نجأر إليه بالليل والنهار، والسر والعلانية، في الخلوات والفلوات عسى أن يتوب علينا، ويعفو عنا ما فات، ويعيذنا من مضلات الفتن، فالحق بحمد الله وضح وابلولج، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. انتهى (١).
وقد أوردت الرسالتين؛ ليتمعن القارئ ما فيهما من معان
(١) انظر: (البيان والإشهار في الرد على الحاج مختار) لفوزان السابق ص ٧٦ - ٧٨.