للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهذا الحكم الذي يوافق هواكم فاقبلوا حكمه، وإن لم يحكم لكم به، فاحذروا أن تتابعوه على ذلك.

وقوله: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (١) كقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (٢)، {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} (٣) فلذلك صدر منهم ما صدر من اتباع الهوى والإعراض عن الحق {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} (٤) أي: فضيحة وعار {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (٥) أي: النار وما فيها (٦).

٢ - قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (٧).

جاء في سبب نزول هذه الآية أقوال منها:

أولا: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي صلى الله عليه وسلم، فينزل تحتها، وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر، فبينما هو نازل تحت شجرة وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة


(١) سورة المائدة الآية ٤١
(٢) سورة القصص الآية ٥٦
(٣) سورة المائدة الآية ٤١
(٤) سورة المائدة الآية ٤١
(٥) سورة المائدة الآية ٤١
(٦) ينظر: تفسير القرآن العظيم ٢/ ٥٨، ٥٩، تفسير التحرير والتنوير ٦/ ١٩٤، ١٩٥.
(٧) سورة المائدة الآية ٦٧