للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجابه سعود بسلب حوران في يوليه عام ١٨١٠ م " (١).

قلت: إذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة دين الله هو المقصود بالتشدد والتزمت والتطرف فنعم؛ فقد كانت دعوة الشيخ كذلك، بل ذلك هو غاية دعوة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

أما سوى ذلك فلم تكن دعوة الشيخ رحمه الله بهذه الصفة، " بل إن الشيخ نفسه رغم شدة خصومة مناوئيه وضراوتها، وشناعة عنادهم، واستمراره، إلا أن الشيخ رحمه الله قد كان حريصا على هداية أولئك الخصوم، فيبذل الأسباب والوسائل لتحقيق ما يؤدي إلى استقامتهم والتزامهم بمتابعة الحق المؤيد بالدليل، ويظهر اللين والتلطف معهم ".

ومن أمثلة ذلك: رسالته للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف أحد علماء الإحساء، حيث يخاطبه فيقول: " سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فقد وصل إلينا من ناحيتكم رسالة فيها إنكار وتغليظ علي، ولما قيل إنك كنت معهم وقع في الخاطر بعض الشيء؛ لأن الله نشر لك الذكر الجميل، وأنزل في قلوب عباده لك من المحبة ما لم يؤته كثيرا من الناس " (٢).


(١) الدائرة ١/ ٣٠٩، ابن سعود، مورتمان
(٢) الدرر السنية ١/ ٣١