الثالث: ظنهم أن الإيمان الذي في القلب يكون تاما بدون شيء من الأعمال، وللرد على هذه الشبه يراجع كتاب (الإيمان) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقد ذكر الشيخ أيضا رحمه الله سبب ضلال المرجئة في هذا الباب فقال رحمه الله:" وقد عدلت " المرجئة " في هذا الأصل عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان، واعتمدوا على رأيهم، وما تأولوه بفهم اللغة، وهذه طريقة أهل البدع، ولهذا كان الإمام أحمد يقول: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس " انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
والكلام عن الإرجاء ومذاهب وأقوال المرجئة يطول جدا وقد يحتمل ذلك كتابا كاملا، لتشعب فرق الإرجاء وتعدد مشاربهم، وأيضا اختلاف مذاهبهم في العقيدة، فالجهمية والأشاعرة والكرامية كلهم مرجئة، ثم هناك غير هؤلاء كمن ينتسب إلى الفقهاء وهم في الغالب من أتباع حماد بن زيد والذي أخذ بقوله أبو حنيفة رحم الله الجميع ثم سار على ذلك جمع من أتباعه، وإن كانوا أخف من أولئك، وأخذهم للإرجاء أقل بكثير من أولئك وهم أقرب إلى مذهب السلف في الإيمان من جميع فرق المرجئة.
والذي يجب أن يعلم هنا أن الإيمان تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان، وأهله متفاضلون فيه، على هذا دل الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة. يقول الله تعالى: