للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحزابا، وطريقة توجيههم إلى المنهج السليم في تأليف القلوب، والتغلب على المعضلات المعترضة في البيئة {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (١).

٥ - وأن يختار الداعي إلى الله الوقت المناسب لدعوته، والاختصار في القول، وعدم التنفير أو إلزام المدعوين بالاستجابة عاجلا أو آجلا، بل يدع الكلمات الدعوية تترك أثرها في عقول المدعوين، والتعمق في الدلالة وبعد المعنى {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (٢).

٦ - إدراك الداعي بأنه يدعو لله لا لنفسه، وأن دعوته عالمية لا إقليمية {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} (٣). ويقول سبحانه لنبيه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (٤). فدين الله للبشرية جمعاء، ولا فرق بينهم باختلاف أجناسهم وديارهم، ولا إكراه فيه، فمن بلغته الدعوة، وعرفه الداعي ما يلزم معرفته، أمرا للعمل، ونهيا للترك، فقد أدى الداعي إلى الله دوره: {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ} (٥).


(١) سورة آل عمران الآية ١٠٣
(٢) سورة الكهف الآية ٢٩
(٣) سورة المائدة الآية ٦٦
(٤) سورة المائدة الآية ٦٧
(٥) سورة الشورى الآية ٤٨