سعادتها في الآخرة بقوله: احتوى دعوة الناس كافة إلى عبادة الله وحده، وعدم الخضوع لأي قوة من قوى الكون غيره، وتنزيهه عن كل نقض وشائبة، وإلى جماع مكارم الأخلاق والفضائل، وأسباب سعادة الدارين، والتصديق بنبوة أنبياء الله، والكتب المنزلة عليهم، وتقرير كون هذه الدعوة التي احتواها هي الدين الحق، الذي ارتضاه الله للناس جميعا، منذ بعث الله رسوله محمدا -عليه السلام- بالهدى ودين الحق، الذي فيه إظهاره على الدين كله، يقيم البشر في ظله دعائم مجتمعهم، ويسيرون في مختلف شئونهم وفق تعاليمه ومبادئه، وتلقيناته القائمة على أسس الحق، والعدل والمساواة، والإحسان والتعاون، ورفع الإصر والأغلال، وحل الطيبات، وتحريم الخبائث والفواحش والمنكرات، وتوطيد السلم العام بين الناس كافة، إخوانا متحابين، لا يظلم بعضهم بعضا، ولا يبغي بعضهم على بعض، ولا تبذ فيه طائفة، ولا تحرم فيه فئة، ولا تتعالى فيه طبقة على طبقة، مع إيجاب التناصر على الباغي، حتى يفيء إلى حكم الله والحق، ومع الدعوة إلى التمرد على كل ضار، والإقبال على كل نافع صالح بقطع النظر عن قدمه وجدته، ومع تقرير كون الله إنما يريد للناس اليسر، ولا يريد بهم العسر، ولم يجعل عليهم في الدين حرجا، وبأسلوب قضي له بالخلود، من حيث البرهنة على صدق الدعوة وأهدافها، بتوجيه الخطاب للعقول والقلوب، وإدارته حسب أفهام الناس ومداركهم في هذا النطاق، حسب