للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اختلافهم وتفاوتهم في العقل والسعة والثقافة والأفق (١) ذلك أن كتاب الله الكريم، قد اشتمل على كل شيء يتعلق بالإنسان، ويشبع رغباته: الفكرية والمعيشية، والطبية، وسائر العلوم التي يبحث فيها الإنسان، وتتسابق إليها عقول البشر قديما وحديثا: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} (٢).

فلا يعترض الإنسان مشكلة، ولا تمر به تجربة علمية إلا ويجد في المنهج القرآني ما يدعو إلى أن يقف متمهلا أمام سبق القرآن، وإحاطته بما أودع الله فيه من علم، إذ فتحت هذه الآية {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (٣). أمام الأطباء آفاقا علمية، وجذبت كثيرا منهم إلى نور الحق، فعرفوا السبيل الموصل إلى دين الله الحق الذي وقر في قلوبهم، فأسلموا لله ببراهين محسوسة برزت أمامهم، وفق عملهم، وما اعترضهم من صعوبات في مهنتهم، كما أن الآية: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (٤). استفاد من توظيفها كثير من الدعاة في المحاورة والمجادلة بالتي هي أحسن مع الحكمة وراء كل أمر محرم في شريعة الإسلام، وأثره على الفرد والجماعة، خاصة بعد أن ظهرت أمراض عديدة في المجتمعات التي أحلت ما حرم الله: كالإيدز والهربز،


(١) التفسير الحديث لمحمد عزة دروزه (١٣٠٥ - ١٤٠٤ هـ) ج١، ص٣٢.
(٢) سورة النحل الآية ٨٩
(٣) سورة الذاريات الآية ٢١
(٤) سورة الأعراف الآية ١٥٧