للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره (١)».

وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اقترب الزمان، لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاثة

١ - فرؤيا الصالحة بشرى من الله،

٢ - ورؤيا تحزين من الشيطان،

٣ - ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس (٢)». . . .

قال النووي: قال الإمام المازري: (مذهب أهل السنة في حقيقة الرؤيا أن الله تعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات، كما يخلقها في قلب اليقظان، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، لا يمنعه نوم ولا يقظة، فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه جعلها علما على أمور أخر يخلقها في ثاني الحال، أو كان قد خلقها، فإذا خلق في قلب


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التعبير، باب الرؤيا من الله (فتح الباري، جـ ١٢، ص ٣٦٨)، وهو عند مسلم في كتاب الرؤيا بمثله وزيادة (شرح النووي، جـ١٥، ص٢٠).
(٢) صحيح مسلم، كتاب الرؤيا (شرح النووي، جـ١٥، ص ٢٠ - ٢١).