التصريحات، وهي كثيرة تظهر بين حين وآخر، كافية بإيقاظ حماسة المسلمين، ودفعهم للدفاع عن دينهم الحق، وتفنيد الأمور بدليلها الشرعي، حتى يتعلم الجاهل، وينتبه الغافل.
ولكن المصيبة، عندما يأتي بعض طلاب العلم- وفقهم الله للصواب والنية الصادقة- ليفتحوا بابا من أبواب الفتنة، بدعوتهم في الصحف، إلى الإصرار على أن وجه المرأة ليس بعورة، وأن الوجه والكفين موطن خلاف، محتجين بحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيه: «إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يصلح أن يرى منها غير هذا وهذا (١)» وأشار إلى الوجه والكفين.
ومعلوم أن علة الحكم ومداره- كما قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله على خوف الفتنة بالمرأة، والتعلق بها، ولا ريب أن الوجه مجمع الحسن، وموضع الفتنة، فيكون ستره واجبا، لئلا يفتتن به أولو الإربة من الرجال.
وحديث أسماء بنت أبي بكر، قد تتبعه كثير من العلماء قديما وحديثا: منهم ابن تيمية والشافعي والشيخ الشنقيطي والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ عبد القادر بن حبيب الله