للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - أن الأحاديث التي جاءت في الأدعية دبر الصلاة ينبغي أن تحمل على ما قبل السلام، لأن دبر كل شيء جزء منه.

٣ - لا يجوز أن يقال بسنية الدعاء بعد الصلاة؛ لأن ذلك تشريع لسنة بلفظ مجمل وهو (دبر الصلاة) هذا، مع تجويزه، لأن يراد بدبر الصلاة ما بعدها أيضا.

٤ - يستدل شيخ الإسلام بالدليل العقلي لتدعيم مذهبه، وهو أن المصلي في صلاته يناجي ربه ويدعوه، وهو في هذه الحالة مقبل على مولاه، فالدعاء في هذه الحال مناسب، أما بعد انصرافه عن مناجاة ربه بعد السلام فغير مناسب.

٥ - الدعاء الجماعي من الإمام والمأمومين بدعة محدثة.

أما تلميذه ابن القيم رحمه الله، فقد تناول هذه المسألة في كتابه زاد المعاد (١)، وكان متأثرا بشيخه من ناحية، ومخالفا له نوع مخالفة، من ناحية أخرى.

فأما تأثره بشيخه فهو قوله: " إن الدعاء بعد السلام من الصلاة لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن) (٢).

وأما مخالفته لشيخه فهي قوله إن الدعاء بعد الصلاة يشرع بعد الفراغ من الأذكار المشروعة، وتكون مشروعيته لا لكونه واقعا


(١) ١/ ٦٦، ٧٨، ٢٣٧.
(٢) زاد المعاد ١/ ٦٦.