في دبر الصلاة، بل لأنه بعد العبادة الثانية، ويقصد بها الذكر والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ونحوه.
ويمكن تلمس مخالفته لشيخه في قوله عقب حديث معاذ في الدعاء دبر الصلاة:(ودبر الصلاة يحتمل قبل السلام وبعده، وكان شيخنا يرجح أن يكون قبل السلام فراجعته فيه، فقال: دبر كل شيء منه كدبر الحيوان)(١).
ويحسن بنا أن ننقل نص كلامه، لنكون على بينة من مذهبه في المسألة، وحتى لا ينسب إليه رحمه الله ما لم يرده، قال في زاد المعاد في هديه صلى الله عليه وسلم في الصلاة: (وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين فلم يكن ذلك من هديه صلى الله عليه وسلم أصلا، ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن، وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه، ولا أرشد إليه أمته، وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضا من السنة بعدهما. والله أعلم.
وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها وأمر بها فيها، وهذا هو اللائق بحال المصلي، فإنه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة، فإذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة، وزال ذلك الموقف بين يديه، والقرب منه، فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه، ثم يسأل إذا انصرف عنه، ولا ريب أن عكس هذا