للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعدها، وهو عين ما قاله الإمام ابن تيمية.

٥ - استحبابه للمصلي أن يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من الأذكار المشروعة ثم يدعو بما شاء.

٦ - هذا الدعاء مشروع أو مستحب، لا لكونه واقعا في دبر الصلاة، بل لأنه واقع بعد تمجيد الله وذكره والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

غير أنا نراه بعد صفحات قلائل يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو إذا سلم من الصلاة، وذكر بعض أدعيته، مثل حديث معاذ: «اللهم أعني على ذكرك (١)» وحديث علي بن أبي طالب «كان إذا سلم من الصلاة قال: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت (٢)». قال بعده: " هذه قطعة من حديث علي الطويل الذي رواه مسلم في استفتاحه عليه الصلاة والسلام، وما كان يقوله في ركوعه، سجوده، ولمسلم فيه لفظان: أحدهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوله بين التشهد والتسليم، وهذا هو الصواب. والثاني: كان يقوله بعد السلام، ولعله كان يقوله في الموضعين. والله أعلم " (٣).

وقال عقيب إيراده لحديث معاذ حين أوصاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقوم في دبر كل صلاة «اللهم أعني على ذكرك


(١) أخرجه النسائي في سننه، باب الدعاء بعد الذكر نوع آخر من الدعاء ٣/ ٥٣، من طريق ابن وهب قال: سمعت حيوة به. وأخرجه أحمد في مسنده ٥/ ٢٤٥، من طريق عبد الله بن يزيد المقري به. وأخرجه أيضا ٥/ ٢٤٧، من طريق أبي عاصم عن حيوة به. وأخرجه ابن حبان في الصحيح كما في الإحسان ٣/ ٢٤٣، من طريق عبد الله بن يزيد به. وأخرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٢٧٣، من طريق عبد الله بن يزيد به. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وأخرجه الطبراني في الدعاء (٦٥٤)، من طريق حيوة به. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ص ٣٣، من طريق يحيى بن يعلى، عن حيوة ابن شريح به. درجته: إسناده صحيح.
(٢) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين ١/ ٥٣٤، من طريق الماجشون به، وفيه أنه كان يقول ذلك الدعاء بعد السلام، وفي رواية: بين التشهد والتسليم، وأخرجه الترمذي في الدعوات، ما جاء في الدعاء عند افتتاح الصلاة ٥/ ٤٨٦، من طريق الماجشون به بنحو روايتي مسلم، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه في الصلاة، باب جامع الدعاء بعد السلام في دبر الصلاة ١/ ٣٦٦، من طريق الماجشون به ولفظه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا فرغ من صلاته فسلم قال: اللهم اغفر لي ما قدمت. . . إلخ. درجته: صحيح، لأنه في صحيح مسلم.
(٣) زاد المعاد ١/ ٧٦.