للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله في المبحث الخاص بذلك.

وأما قول شيخ الإسلام: إن (دبر الصلاة) يراد به آخر جزء منها قبل السلام. فيرده ما جاء من الحديث من تفسير لدبر الصلاة بما بعد السلام منها، وما ورد من الحديث أيضا بقراءة المعوذات دبر الصلاة، بما بعد السلام منها، وما ورد من الحديث أيضا بقراءة المعوذات دبر الصلاة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض صحابته بذلك، ومعلوم أن جلوس التشهد ليس محلا للقراءة، وإنما هو للدعاء والصلاة والسلام على رسول الله بالمأثور من ذلك، فوجب أن يحمل ذلك على ما بعد السلام.

وقد ذكرنا في المبحث السادس أن (دبر الصلاة) يراد به ما قبلها وما بعدها، وهذا ما رجحه ابن القيم ونقلنا قوله في ذلك، وجوزه أيضا شيخ الإسلام في ثنايا كلامه ونقلناه أيضا.

قال الحافظ ابن حجر: " فإن قيل المراد بـ " دبر الصلاة " قرب آخرها وهو التشهد، قلنا: ورد الأمر بالذكر دبر الصلاة، والمراد به بعد السلام إجماعا، فكذا هذا حتى يثبت ما يخالفه) (١)، واحتج الحافظ أيضا «بحديث: ذهب أهل الدثور (٢)» وأن فيه: «تسبحون دبر كل صلاة (٣)» وهو بعد السلام جزما، فكذلك ما شابهه (٤).

على أنه قد جاءت أحاديث صريحة في دعائه عليه السلام بعد الصلاة بلفظ: كان إذا سلم من الصلاة أو إذا فرغ من صلاته أو نحو ذلك، فتكون هذه الأحاديث مفسرة للفظ المجمل المختلف حوله.


(١) فتح الباري ١٣/ ٣٨٢.
(٢) صحيح البخاري الأذان (٨٤٣)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٩٥)، سنن أبو داود الصلاة (١٥٠٤)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٩٢٧)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٣٨)، موطأ مالك النداء للصلاة (٤٨٨)، سنن الدارمي الصلاة (١٣٥٣).
(٣) صحيح البخاري الدعوات (٦٣٢٩)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٩٥)، سنن أبو داود الصلاة (١٥٠٤)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٩٢٧)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٧١)، موطأ مالك النداء للصلاة (٤٨٨)، سنن الدارمي الصلاة (١٣٥٣).
(٤) انظر: فتح الباري ١٣/ ٣٨٢.