التأمل، بحثا عن الصحة والسعادة، حيث يسعى كثير من الناس اليوم إلى محاربة القلق والاضطراب، وقد لجأ كثيرون في بلاد الغرب والشرق إلى العلاج عن طريق الأدوية أو التأمل أو الرياضة وغيرها، ليصلحوا أنفسهم ويتخلصوا من الملل والإرهاق - ولو لفترة وجيزة - ويكبحوا جماح شهواتهم ورغباتهم.
وظهر لذلك مدارس ومؤسسات تفرض على الأفراد طرقا معينة في سبيل تحقيق الراحة لجسمه وذهنه. فهناك على سبيل المثال ما يسمى التأمل المتسامي، وهو من الأساليب التي ابتدعها الإنسان لراحة الجسم، وقد طورها أحد الهنود في خلال الخمسينات من القرن العشرين، ويهدف من خلاله إلى الوصول إلى حالة الوعي الصافي، بحثا عن السعادة - بزعمهم - حيث يقوم من يمارس ذلك بالجلوس هادئا في وضع مريح، ويغلق عينيه مرددا كلمات مقتبسة من الكتب الهندوسية (١).
ولقد أنعم الله علينا - نحن المسلمين - بنعم لا تعد ولا تحصى، وأرشدنا في كتابه إلى ما فيه صلاح قلوبنا وأبداننا (وإن المؤمن المتفكر يجد كل الفوائد الصحية والجسمية والنفسية التي يلقاها الممارس للتأمل، بل ويزيد عليها بسبب صحة عقيدته وبساطتها ونفاذ بصيرته، ووضوح رؤيته الدينية وتدريبه المستمر على التأمل