للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تاب عن ذلك وخرج بالظاهر والباطن.

فإن قيل: فإن كان الشيخ ضالا مضلا وهو عالم بضلالته، وأن فعله (١) ذلك ليس سبيل المؤمنين، وإنما فعل ذلك لأجل منفعة دنيوية، فلبس على العوام بذلك فلم لا يكون من أهل النار إلا لعلمه ولاقتحام (٢) المحظور ومداهنته واستغراره، وأما العوام الجهال الذين ظنوا أن ذلك هو الحق المبين والصراط المستقيم فلم لا يعذرون؟ فالجواب: أن نقول لو لم يعذب الله إلا الضال المغر (٣) ما دخل النار إلا إبليس، لكن الضال والمضل في النار، ألم تسمع قوله تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا} (٤) {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} (٥) {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} (٦) وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلانَا} (٧) {مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (٨) فإن قيل: هذا الطريق مسلوك وعليه خلق كثير فاتبعناه وما أحدثنا نحن شيئا فيكون جميع هؤلاء مع كثرتهم وفيهم علماء وصلحاء وقوام الليل وصوام النهار وحجاج


(١) وفي الأصل- (فعل) وهو خطأ.
(٢) وفي (ب- ج) (والاقتحام) وهو خطأ.
(٣) ولعل الأولى (المضل).
(٤) سورة الأحزاب الآية ٦٦
(٥) سورة الأحزاب الآية ٦٧
(٦) سورة الأحزاب الآية ٦٨
(٧) سورة فصلت الآية ٢٩
(٨) سورة فصلت الآية ٢٩