ثم انتقل إلى السبب الذي دعاه لتأليف هذا الكتاب، وهو تكرر سؤال جماعة من الإخوان له بأن يقوم بهذا الشأن، وأعقبه بالتصريح بموضوعه.
ثم انتقل إلى تمهيد للدخول في تفاصيل موضوع البحث، فذكر فيه ما ورد على لسان العرب في جمع كلمة (رجب)، ثم ذكر ما ورد فيه من أسماء قارنا كل اسم بسبب تسميته، وقد أبلغها ستة عشر اسما، وذيلها باسمين لكنهما في الحقيقة ليسا زائدين على ما ورد في الأسماء الستة عشر، وإنما اختلافهما عنها من جهة الاشتقاق فقط.
وقد شغلت هذه المقدمة مساحة صفحة ونصف تقريبا.
٢ - وفي النصف الأخير من الصفحة الثالثة، انتقل المؤلف من التمهيد إلى عقد فصل هو صميم البحث وموضوعه الذي من أجله قام بتأليف الكتاب، وقد ابتدأ بنفي ورود حديث صحيح يصلح للاحتجاج في فضل شهر رجب وصيامه، وصيام شيء منه معين، وقيام ليلة مخصوصة فيه، وبين أن هذا رأي لم يختص به وحده، بل سبقه إلى ذلك علماء كثر لهم في التحقيق قدم راسخة وفي العلم باع طويل.
كما بين أن هناك علماء يتسامحون بإيراد أحاديث ضعيفة في الفضائل.
وهو وإن كان- رحمه الله- لا يؤيد ذلك ولا يرتضيه ولا ينتجه في طريقته التأليفية، فقد بدا منها ما يدل على الترفق بهم في هذه الطريقة، حيث اكتفى ممن يقتفيها بأن يعتقد العامل كون هذا الحديث ضعيفا، وألا يشهر ذلك حتى لا يقع بسبب ذلك في تشريع ما لم يشرعه الله، أو يراه بعض الجهلة يعمل به فيظن أنه سنة صحيحة.
ولكن المؤلف- رحمه الله- لم يترك المكان خاليا مما يعتقده من وجوب تجنب إيراد الأحاديث الضعيفة والتحدث بها، فقد ختم ذلك المعنى الذي أوجب فيه تلك الشروط بما ترتعد له الفرائص، وتقشعر منه الجلود، وتنفر منه النفوس، ذلك هو ما يستحقه من حدث عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أنه كذب، وفي هذه المعاني يقول- رحمه الله-: " ولم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه