للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هنا لا توجد في القرآن تناقضات كما يصورون في شبهاتهم، أما نسخ التوراة والأناجيل، التي بين أيديهم اليوم، فهي خاضعة للتعديل والتبديل بما تصف ألسنتهم، كما أخبر الله عنهم بأنهم يلوون ألسنتهم بالكتاب، وما هو من الكتاب، وأنهم يتعمدون الكذب على الله وهم يعلمون.

ولأنهم يرون ما في كتبهم التي بين أيديهم تناقضا يتنافى مع العقل والعلم، ومتطلبات الحياة، فقد جاءت مرئياتهم عن القرآن الكريم والرسالة المحمدية على هذا القياس، وهو قياس فاسد، لتباين ما يصدر من الله، - الذي لا نقص فيه - مع ما يصدر من البشر - الذي سمته القصور -، فقد جاء القرآن الكريم شاملا ووافيا، بأمور الدين والدنيا، وما يوصل إلى الآخرة، يقول جل وعلا: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (١) هذا فيما يتعلق بما كتبه الله في اللوح المحفوظ، أما القرآن الكريم فيقول الله جل وعلا: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} (٢) ولو كانت المسألة قناعة من محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة - كما يدعي هذا الكاتب -: لما عاتبه ربه في أكثر من موضع، وإنما المسألة تكليف من الله، ولكن اليهود


(١) سورة الأنعام الآية ٣٨
(٢) سورة النحل الآية ٨٩