للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحق لها، لعلها ترعوي إلى أمر الله، وتستجيب إلى دينه الكامل الذي لا يقبل الله من البشر دينا سواه {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (١)

وما سوف يرونه في معهودهم تغييرا أو تبديلا، فهو قصور في الفهم منهم، وإنما هو في الشريعة نسخ حكم بآخر، وتخفيف من الله سبحانه عن الأمة المستجيبة، كما قال سبحانه: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٢)

فالله عليم بخلقه وما يتلاءم مع قدراتهم ولذا نهى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عن كثرة السؤال والاختلاف، كما حصل من بني إسرائيل في اختلافهم على أنبيائهم، وتعنتهم في الأمور، فشدد الله عليهم بذلك.

وقد جاء في كلام محمد صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد سكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تسألوا عنها». وهذا من رحمته سبحانه بأمة محمد أمة الإسلام، وليس نسيانا فتعالى الله عن ذلك. . وكما ورد في حديث فرضية الصلاة، حيث يقول موسى لمحمد عليهما الصلاة والسلام: «ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف عن أمتك فإنها لا تطيق ذلك، فقد جربت قبلك بني إسرائيل (٣)». .


(١) سورة آل عمران الآية ٨٥
(٢) سورة البقرة الآية ١٠٦
(٣) صحيح البخاري بدء الخلق (٣٢٠٧)، صحيح مسلم الإيمان (١٦٢)، سنن النسائي الصلاة (٤٥٠)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ١٤٩).