وكما قرر الشيخ بدر الدين - رحمه الله - أن المزاح في أصله طريق إلى السرور والفرح، فإن الفرح نوعان كما أن المزاح نوعان، ففي الفرح خير وشر، كما أن في المزاح خيرا وشرا.
ولهذا فإن نظير هذا التفصيل وإن كان من قبيل آخر مع اجتماعه مع هذا الموضوع بجامع السرور الموجود في المزاح الطيب والسرور المحظور في المزاح السيئ، أقول: نظير ما جاء من التوجيه الرباني الذي يأمر الله تعالى فيه بالفرح فحينما يحصل الإنسان على النعم وينظر إلى ما بين يديه مما تفضل الله تعالى عليه به من النعمة الجزيلة التي تسره وتجعله يتوجه بها إلى استعمالها فيما يرضي الله عز وجل ليؤدي بعمله هذا واجب الشكر.
يقول الله تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}(١) هكذا جاء الأمر في الآية بصيغة الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر، وجاء النهي في كتاب الله تعالى عن الفرح المؤدي إلى الأشر