للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبطر والطغيان حيث يستعمل الإنسان نعم الله تعالى فيما يسخطه، فيكون بذلك جاحدا لفضله عليه سبحانه وتعالى، وهذا ما ذكره الله تعالى على لسان الناصحين لقارون حينما بطر نعم الله عليه وتفاخر وتعالى فقالوا له: {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} (١) {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (٢) {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} (٣) وأما المزاح المندوب إليه فهو ما يجري بين الأهل والأقارب والإخوان والأصدقاء بشرط أن لا يكون فيه أذية لأحد، أو استخفاف به، وأن يكون قصد به تطييب نفس المخاطب ومؤانسته. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله على ندرة لمصلحة تطييب نفس المخاطب ومؤانسته، وهو سنة مستحبة (٤).

قال الماوردي: (العاقل يتوخى بمزاحه حالين لا ثالث لهما:

أحدهما: إيناس المصاحبين، والتودد إلى المخاطبين، وهذا


(١) سورة القصص الآية ٧٦
(٢) سورة القصص الآية ٧٧
(٣) سورة القصص الآية ٧٨
(٤) فتح الباري: ١٠/ ٥٢٦، وتحفة الأحوزي: ٦/ ١٢٥